العادات والتقاليد في دولة الكويت

المناسبات

يتمتع المجتمع الكويتي بتقارب الأهل والجيران والأصدقاء.هناك أحداث ومناسبات متعددة يتم الاحتفال بها بحسب إمكانيات كل أسرة، نذكر منها:

مناسبة "النون"، وهي احتفال بأحداث بسيطة كظهور أول سن لطفل أو خطوات المشي الأولى لطفل. عادةً ما تقام "النون" في فترة بعد الظهر ويدعى إليها أطفال الأهل والأقارب والجيران. تفرش الأم سجادة في ساحة البيت ثم تصعد إلى سطح الدار وهي تحمل سلة تحتوي على الحلوى والمكسرات التي تلقيها على المدعوين. يقوم الأطفال بجمعها وحملها في أطراف أثوابهم، أما الأمهات المصاحبات لهن فتقدم لهن أطباق من هذا "النون". مناسبة "دق الهريس"، والهريس هو حبوب القمح المطحونة استعدادًا لاستقبال شهر رمضان. تقوم الأسرة بشراء كميات كبيرة من الحبوب، ثم تدعو فريقًا من المتخصصات لطحن حبوب القمح وهن يؤدون حركات تعبيرية على أنغام أغنيات تؤديها إحدى الفرق النسائية.

التحضير لحفل الزواج، حيث يشترك كل أفراد الأسرة والأقارب والجيران في التحضير لحفل الزواج. على سبيل المثال، تقرض الجارات الموسرات أهل العروس بعضًا من حليها وأخرى تمدهم بالسجاد أو الزينات أو الفرش وأحيانًا يتم تقديم سرير لغرفة العروس. وتساعد الأخريات في إعداد الطعام، أو تساهم في دفع أجرة الفرقة التي تحيي الحفل.  

المناسبات الدينية، احتفظت المناسبات الدينية بمكانتها التقليدية ويتم ترقبها باحترام شديد. واختلف الاحتفال بها نوعًا ما في العصر الحديث، فتغلق جميع المحلات والمؤسسات أبوابها طوال فترة المناسبات الدينية ويتبادل الأهل والأصدقاء الزيارات والتهنئة.

من أمثلة المناسبات الدينية، مولد النبي عليه الصلاة والسلام الذي يحتفل به في خشوع، فيقرأ القرآن وتنشد المدائح وتقدم الملابس والنقود للفقراء. ويتم الاحتفال كذلك بعيد الفطر الذي يأتي في نهاية شهر رمضان وعيد الأضحى الذي يكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة. يتم الاحتفال بمناسبات دينية مثل المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج ورأس السنة الهجرية لمدة يوم واحد ويتم الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى لمدة ثلاثة أو أربعة أيام.

ومن الاحتفالات الدينية أيضًا احتفال "القرقيعان"، ويكون في الليال الثالثة والرابعة والخامسة عشرة من منتصف شهر رمضان. حيث يطوف الأطفال، كما كان يحدث قديمًا، ببيوت الحي في جماعات تغني داعية أن يحفظ الله أطفال البيت الذي يزورونه. وتقدم لهم ربة الأسرة أطباقا من المكسرات والحلوى. 

الاحتفال بعودة الغواصين، يتم الاحتفال بعودة الغواصين بعد غياب عدة أشهر في البحر، حيث يشارك كل أهل المدينة من رجال ونساء وأطفال ويذهبون إلى الشاطئ في احتفال بهيج لاستقبال الغواصين.  

مناسبات وعطلات أخرى حسب التقويم الميلادي، تتضمن هذه الاحتفالات الاحتفال برأس السنة الميلادية في الأول من شهر يناير والاحتفال بالعيد الوطني لاستقلال دولة الكويت عام 1961م في 25 فبراير والاحتفال بتحرير دولة الكويت من العدوان والاحتلال العراقي الغاشم يوم 26 فبراير.

يقوم المواطنون برحلات خلوية إلى الصحراء في فصل الربيع وقضاء الوقت على ساحل البحر في فصل الصيف. إلا أنه نتيجة للتغير الذي طرأ على حياة الكويتيين، اختفت نشاطات مختلفة مثل الغوص بحثًا عن اللؤلؤ وصيد السمك والسفر للتجارة وبناء السفن، لذلك اختفت تمامًا كثير من الأغنيات والرقصات الشعبية والاحتفالات الخاصة بهذه الأنشطة.

الزواج

الزواج مناسبة تعامل بحرص كبير، وينفق فيها ومن أجلها أقصى ما يمكن أن تتحمله الأسرة من نفقات. تميز الزواج قديًما بأنه نوعًا من التحالف بين الأسر التي تتمتع بمركز اجتماعي ومادي وعقائدي متماثل. وكان الأهل يختارون الشريك، ولا يتدخل في عملية الاختيار أي من الطرفين سواء الزوج أو الزوجة.

في حالة تعذر العثور على شريك من الأقارب أو المعارف، تتم الاستعانة بخاطبة لتقوم بهذه المهمة نيابة عن الأهل. عند عثور الخاطبة على فتاة مناسبة، تقوم بإعلام أهل الشاب. وبعد موافقتهم تقوم بإعلام أهل الفتاة. إذا حاز الاختيار رضاهم، يتم تحديد موعد لالتقاء الأسرتين.

خلال فترة الخطوبة لا يسمح للفتاة بمغادرة البيت أو الالتقاء بأحد. ويقوم والد الشاب بإعطاء زوجته مبلغًا من المال لشراء هدية الزواج التي تسمى "دزّة". تتكون "الدزّة" من أربع أثواب ثمينة ولفتان من الأقمشة ومناشف وأغطية للسرير وبطانيات. تحمل فرقة من النساء متخصصة في إحياء الحفلات هدية الزواج إلى بيت الفتاة مساء يوم الخميس أو الاثنين. تغني أعضاء الفرقة طوال الطريق من بيت الشاب إلى بيت الفتاة على ضوء الفوانيس. إذا قبل والد الفتاة هدية الزواج فإنه يبارك لهن، وبعد ذلك يكون على والد الفتاة تجهيزها جيدًا للزواج.

في ليلة الزفاف يسير الشاب من بيته إلى بيت زوجته، يرافقه والده وأعمامه وأقاربه والجيران. وعند وصوله إلى بيت العروس تستقبله المغنيات.

يقام أحيانًا للبنت المفضلة حفل خاص يسمي "جلوة" في بيت أهلها. حيث ترتدي العروس ثوبًا أخضرًا وتجلس على كرسي، ثم يُنشر فوق رأسها غطاء أخضر من الحرير. تمسك بعض النسوة من أهلها وأعضاء الفرقة بأطرافه ويقمن برفعه وخفضه على أنغام إحدى الأغنيات المعروفة لهذه المناسبة، ثم تُحمل العروس في كرسيها إلى حجرتها حيث ينتظرها العريس.

ينتقل الزوجان إلى بيت أهل الزوج بعد قضاء أسبوع في بيت الفتاة. يصطحبهم الأهل والجيران ولكن لا يُسمح لأم الفتاة بمرافقتها حيث يعدونه فألاً غير حسن.

تركت التغيرات الاجتماعية في دولة الكويت أثرها على طريقة اختيار الشريك، حيث منحت المرونة في موضوع الاختلاط والفصل بين الجنسين الفرصة للشبان والفتيات للالتقاء في المناسبات الاجتماعية العائلية والجامعة وأماكن العمل والنوادي وغيرها.

كان من نتائج هذا الأمر الزواج المختلط، فأصبح من الممكن خطبة الفتاة الكويتية لشاب أجنبي وكذا أصبح من الممكن أن يتزوج الشاب الكويتي ممن يدرسون في الخارج بأجنبية. وأدى ازدياد نسبة التعليم العالي وفرص العمل في المجالات المختلفة إلى تأخير سن الزواج المتعارف عليه إلى الثالثة أو الرابعة والعشرين.

يتبع اختيار الشريك وموافقة الأهل ظهور دور العادات الرسمية التي اختلط فيها القديم التقليدي والحديث العصري بحسب طبيعة الأسرة. كما كان يحدث قديمًا، يقوم الشاب بالتقدم بطلب الزواج من الفتاة رسميًا من ولي أمرها، وهو والدها أو أحد كبار رجال العائلة في حالة وفاة الأب. تتم بعد ذلك مناقشة الموضوعات المادية والاتفاق عليها، مثل المهر الذي هو من مسؤولية الرجل. بعد الاتفاق، يتم الإعلان عن هذه الخطوة بإقامة حفل خطوبة في بيت الفتاة.

يختلف طول فترة الخطبة حسب الظروف، إلا أنها عادةً ما تستمر لمدة شهر واحد. يقام حفل الزفاف بعد ذلك في صالة عامة كبرى أو في أحد الفنادق. ويكون هناك حفل خاص للرجال للتهنئة وآخر للنساء يتخلله الغناء والطرب. 

الأزياء الشعبية

يتضح التباين بين الماضي والحاضر في دولة الكويت فيما يتعلق بالأزياء التي يتم ارتداؤها اليوم؛ فتطور الثوب العربي المحلي المعروف ليناسب الأحوال البيئية والثقافية واستمر هذا التطوير حتى ارتدى الكويتيون الأزياء ذات الطابع الأوروبي التي لم تعد حكرًا على الأوروبيين العاملين في الكويت.

في نفس الوقت استمر وعي الكويتيين الفطري بأهمية المحافظة على الزي التقليدي كرمز للهوية الوطنية. لذلك يفضل الرجال الكويتيون ارتداء الملابس التقليدية لأنها مريحة أكثر من الأزياء الأوروبية. ويُلاحظ بوضوح قلة ارتداء المرأة الكويتية للعباءة وغطاء الوجه وتتنوع ألوان وأشكال ثياب المرأة الكويتية بشكل أكبر؛ فترتدي الأزياء الأوروبية الحديثة مع محافظتها على ارتداء الثياب الطويلة والحجاب والعباءة وفقًا للعادات والتقاليد الكويتية.

يعود هذا التعدد في الأزياء إلى ذوق المرأة الخاص والعادات المحافظة وتقاليد الأسرة ذاتها؛ فعادةً ما ترتدي المرأة الكويتية الأزياء الأوروبية حين تذهب للعمل. وكثيرًا ما ترتدي الثوب التقليدي بعد عودتها من العمل وفي أثناء زيارتها للجيران والأقارب، وفي بعض الحالات ترتدي الزي التقليدي الكامل مع تقدمها في العمر.

الزي الشعبي للرجل الكويتي

سروال: قطعة من الملابس الداخلية، يتميز بأنه طويل حتى الكاحل ويُصنع من القطن الأبيض.

دشداشة: ثوب واسع من القطن الأبيض بأكمام طويلة وفتحة عنق ضيقة ولهذا الثوب فتحة من وسط الصدر حتى المنتصف.

مقطع: دشداشة من الصوف.

ثوب شلحات أو الشلاح: ثوب واسع من القطن الأبيض بأكمام واسعة طويلة تصل أطرافها إلى الأقدام بفتحة عنق ضيقة ويكون مفتوحًا في وسط الصدر حتى منتصفه.

زبون: ثوب طويل فاخر من الحرير المطرز بخيوط من الذهب بفتحة عنق ضيقة بأكمام طويلة ويكون مفتوحًا من الأمام وتُلف أجزاؤه الأمامية حول الجسد.

بشت: عباءة من الصوف أو الوبر المغزول غزلاً ناعمًا وتتدرج ألوانه من الأسود والبني حتى الرمادي والبيج ولكل نوع سمك معين بحسب الاستخدام.

فروة: معطف من الصوف مبطن بفروة خراف تزين أطرافه بشرائط من اللون ذاته أو لون معاكس لها تشكيلات هندسية مختلفة.

قحفية: طاقية من خيوط قطنية شبكية.

غترة: غطاء للرأس وهي عبارة عن قطعة نسيج قطني تُرتدى بعد أن تطوى على هيئة مثلث. قد تكون من نسيج متماسك من خيوط بيضاء وحمراء تسمى شماغ أو قد تكون من صوف الكشمير الأبيض وتطرز أطرافها وزواياها بنقوش لزهور فنية مميزة وتسمى شال.

عقال: إطار للرأس من الخيوط السوداء الملفوفة. كان يُصنع عادةً من لفائف من خيوط سميكة من الصوف الأسود والبني والأبيض تفصلها عن بعضها وصلات من خيوط ملونة من الصوف أو الخيوط الذهبية.

سديري: سترة دون أكمام تلبس فوق الدشداشة.

باركوت أو واركوت: معطف من الصوف يلبس فوق المقطع.

قاط: طقم من الصوف يتكون من الدشداشة والسديري وسترة بأكمام طويلة كلها من القماش ذاته.

بالطو جوخ: سترة من الجوخ مطرزة بخيوط ذهبية تلبس فوق الشلحات أو الشلاح.

الزي الشعبي للمرأة الكويتية

سروال:قطعة من الملابس الداخلية، يتميز بأنه طويل يصل إلى الكاحل تزينه شرائط مطرزة بخيوط ذهبية. يصنع من القطن أو الحرير بألوان زاهية كالأخضر والأحمر والأزرق.

دراعة:ثوب طويل بأكمام طويلة من القطن أو الحرير الهندي المنقوش أو المطرز بخيوط ذهبية.

زبون:ثوب طويل فاخر من الحرير المطرز بخيوط من الذهب بفتحة عنق ضيقة بأكمام طويلة ويكون مفتوحًا من الأمام وتُلف أجزاؤه الأمامية حول الجسد. عادةً ما ترتديه نساء المدينة الموسرات.

ثوب:ثوب واسع طويل بأكمام واسعة وفتحة عنق بيضاوية واسعة. تختلف تسميات أنواع الثياب حسب اللون وكثافة النسيج والنقوش، نذكر منه: ثوب جز وثوب أمفح وثوب ثريا وثوب مخوص وثوب منثور وثوب تور.

ملفع:غطاء للرأس، ويأتي في قطعة واحدة تلف وتطوى حول الرأس والوجه لتحكم تغطية الشعر.

شيلة:غطاء أسود للرأس ترتديه البدويات.

برقع:قناع مستطيل للوجه يمتد من الجبهة حتى نهاية العنق. يُلبس البرقع فوق الشيلة ولا تنزعه المرأة البدوية أبدًا ليمكنها من التجول بحرية حول خيامها.

بوشية:غطاء شفاف أسود يغطي الوجه بأكمله ترتديه نساء المدينة.

عباءة:عباءة سوداء تغطي الجسد بالكامل تصنع من الصوف أو الحرير.

الزي الشعبي للطفل الكويتي

البخنق:غطاء أسود للرأس ترتديه البنات الصغيرات مطرز حول الرأس ومن الأمام.

كحفية:قبعة للأطفال من قماش أسود مطرزة بخيوط ملونة من الحرير أو الخيوط الذهبية وتزين بالأحجار الزرقاء.

تقاليد الجنازة والتعزية

تتميز العادات المتعلقة بالجنازة في دولة الكويت ببساطتها، حيث ابتعد الكويتيون عن المبالغة في إظهار الحزن لأن الموت من أمر الله وإرادته. وكانت أي مبالغة تعد شرًا ومعارضة لمشيئة الله سبحانه وتعالى. كذلك تعد احتفالات التأبين والنصب التذكارية غير ضرورية.

بعد الوفاة، يغسّل الميت في بيته ويقوم بذلك بعض الأقارب وهم يرتدون القفازات. يستخدم مسحوق السدر كصابون، ثم يجفف الجسد بالمناشف ويعطر بزيت الورد والعود والكافور. بعد ذلك، يُكسى الميت بثوب أبيض من القطن ويلف بغطاء من القطن.

يتم الدفن حسب الشريعة الإسلامية قبل غروب الشمس في يوم الوفاة. يُحمل الجسد أولاً إلى المسجد ليصلى عليه صلاة الميت. وينضم المارة إلى الجنازة في طريقها إلى المسجد. وبعد الصلاة، يُحمل الجسد إلى المقبرة حيث يدفن في حفرة جانبية داخل القبر ووجهه جهة القبلة (مكة)، ثم يردم القبر حتى يرتفع عليه التراب بضعة سنتيمترات فوق مستوى سطح الأرض. يلي ذلك وضع شاهدين على القبر عبارة عن لبنتين من الطين دون اسم، وإنما هما للإشارة إلى وجود قبر للاحتراز من وطئه.

تستقبل عائلة الفقيد المعزين في البيت لمدة ثلاثة أيام بعد الدفن. تبعًا للقواعد الإسلامية، تعتد المرأة التي تفقد زوجها لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام للتأكد من الحمل أو عدمه، وتسمى هذه الفترة "العدة". تُمنع المرأة خلالها من النظر أو الالتقاء أو التحدث إلى غير المحارم من الذكور البالغين، وكذلك من التزين. وعند انتهاء فترة العدة تغتسل المرأة في البحر وتكون بعدها حرة في الزواج مرة أخرى.

استمرت العادات والتقاليد الخاصة بالجنازة والتعزية سريعة وبسيطة كما في الماضي. يكمن الاختلاف في أن عملية غسيل الميت والصلاة عليه تتم في المقبرة. لكن، كما في الماضي، يبقى الأقارب في البيت لمدة ثلاثة أيام لتقبل التعازي، وتعتد المرأة التي فقدت زوجها كما في الماضي لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام للتأكد من الحمل أو عدمه.

الديوانية

عادةً ما يتكون البيت الكويتي من ساحة واحدة، إلا أن الأسر المقتدرة تقوم بتشييد ساحة منفصلة أو تحديد غرفة في جانب من البيت يُطلق عليها "ديوانية".

تتميز هذه الغرفة أو الساحة بأنها منفصلة عن باقي المنزل، وهي عبارة عن مكان عام لاستقبال الضيوف وللالتقاء بالجيران والأصدقاء والأقارب لمناقشة الأحداث وتبادل الأحاديث في وقت الفراغ.

تظل البوابات الرئيسية للديوانية مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الضيوف. تمتد على جانبي البوابات من الخارج مقاعد يستريح عليها المارة. وهناك بعض الديوانيات التي تطل على الساحل حيث يستمتع فيها الضيوف بنسيم البحر وبخاصة في فصل الصيف. قد تضم الديوانية أحيانا مكانًا يُخصص للزوار الذين يريدون قضاء ليلة أو أكثر في البلاد. وما تزال بعض الديوانيات التي تنتشر على طول شارع الخليج تستقبل الزوار كما كانت في الماضي تمامًا.

تضم الديوانية مجلسًا رئيسيًا، يُسمى "ديوان". تطل بوابات هذا المجلس على الساحة الداخلية ويحتوي الديوان على فرش مريح للزوار، فتنتشر في أنحائه الوسائد التي تستخدم كمقاعد ومساند للأذرع ويُفرش على الأرضية السجاد الفارسي المعقود والمغزول. من أبرز الأدوات التي تضمها الديوانية أدوات تحضير القهوة التي تعبق بعبير وطعم الهيل. ويتم تحضير القهوة على موقد مخصص لهذا الغرض في جانب بعيد من الديوان أو في غرفة صغيرة ملحقة به. تضم أدوات تحضير القهوة أباريق متدرجة الأحجام من النحاس ذات أغطية ومقابض طويلة معقوفة تسمى دلال وتقدم القهوة في أكواب صغيرة من الخزف. يقوم صاحب الديوانية بنفسه بتحضير القهوة للضيوف أو يعين عاملاً مختصًا للقيام بهذه المهمة.

حافظت الديوانية على أهميتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في دولة الكويت، بل أصبحت الديوانية اليوم واحدة من مؤسسات المجتمع المدني التي تلعب دورًا بارزًا في الحياة الديمقراطية والنيابية. يمكن القول أن الديوانية أصبحت المحرك والمؤشر المرجعي للكثير من القرارات. فقد زادت أعدادها مئات المرات وأصبح من الممكن إيجاد ديوانية أو أكثر في أي شارع داخل دولة الكويت. يفتح بعضها أبوابه كل يوم ويستقبل بعضها الرواد يومًا واحدًا أو يومين من كل أسبوع. ويفتح بعضها أبوابه في المناسبات.

أصبح الجو العام للديوانية أقرب إلى أجواء النوادي الاجتماعية والمنتديات الثقافية والأدبية وصالونات السياسة. وتتميز بعض هذه الديوانيات العصرية والحديثة بأنها مزودة بتلفزيونات وأجهزة راديو والمحطات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات. كما صار لبعضها أهداف محددة (رياضية، اقتصادية، سياسية) وجداول ومواقيت وتعلن بعض هذه الديوانيات عن الموضوعات التي ستُطرح للنقاش قبل أيام من موعد الاستقبال. ومن أطرف الديوانيات التي ظهرت حديثًا، الديوانيات النسائية التي تستقبل أيضًا الزوار الذكور ممن لهم اهتمامات وأنشطة مشتركة.

الغناء والموسيقى والرقصات الشعبية

قديمًا احتلت الموسيقى والرقصات والأغاني والاحتفالات الشعبية في المجتمع الكويتي جانبًا مهمًا. وكونت الطبول والتصفيق أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات. لكن يُلاحظ أن الإبداع في الموسيقى الكويتية التقليدية سواء من حيث الكلمات والآلات توقف مع نهاية ما يُطلق عليه الزمن التقليدي أو الشعبي وذلك مع بداية اكتشاف النفط في دولة الكويت.

في الماضي كانت تؤدي النساء فقط كثير من الأغنيات والرقصات المختلفة وذلك في خصوصية تامة، وقد يشارك الرجال في بعض منها بالعزف فقط. لم يكن يُسمح للمرأة بالغناء والرقص في الاحتفالات العامة، لذلك، كثيرًا ما كان يستعان بفرق نسائية متخصصة في إحياء الحفلات.

حديثًا تعدى الغناء والموسيقى في دولة الكويت الأغاني والموسيقى الشعبية، ذلك على الرغم من استمرار وجودها بين الأجيال الجديدة؛ فمازالت هناك كلمات جديدة تُكتب للألحان التقليدية الشعبية القديمة لتجد لنفسها موقعًا في الموسيقى الكويتية الوطنية.

فيما يلي مجموعة من أهم الأغنيات والرقصات الشعبية:

الفن: تؤدى عادةً في حفلات الزفاف، حيث تقف المغنيات وعازفات الطبول في صف واحد وهن يتمايلن بهدوء إلى اليمين وإلى الشمال أو ينحنين بشدة إلى الأمام حتى تلامس الطبول الأرض.

الخماري: تؤديها راقصة واحدة ترتدي عباءة تغطي جانبًا من وجهها وتحني قامتها أثناء الرقص وترفعها بهدوء، ثم تقوم بعدة خطوات إلى الوراء وهي تهز كتفيها.

السامري: تؤدى أغنية ورقصة السامري عادة في حفلات الزفاف. ينقسم فيها الفريق إلى قسمين أحدهما للعزف على الطبول والدفوف والآخر للغناء. ترتدي من تؤدي الرقص "الثوب" لتغطي به نصف وجهها، ثم تتحرك بخطوات إلى الأمام وإلي الخلف وهي تهز وسطها ثم تدور دورة ترفع بعدها الثوب عن رأسها ووجهها لتلوح بشعرها على أنغام الأغنية.

الفريسة: تؤدى هذه الرقصة في الأعياد الوطنية والدينية، حيث تقوم فرقة محترفة مختصة بتقديمها. تتنكر امرأة بزي الرجال وترتدي الزبون والغترة والعقال والبشت، ثم تدخل في صندوق تم تحضيره على شكل حصان مزين بالأقمشة الملونة والخرز والحلي الذهبية. يُثبت الصندوق على كتفي المرأة بواسطة حمالات، كذلك، تتنكر امرأتان أخريان بزي الرجال أيضا وتحمل إحداهما مغزلاً والأخرى سيفًا لتصاحبانها في الرقص.

يتحرك الحصان إلى اليمين والشمال وإلي الأمام والخلف، وكأنه يتجنب هجوم الرجلين الآخرين. يحاول حامل السيف قتل الفارس، وينتظر العجوز الذي يحمل مغزلاً أن يموت الفارس وحامل السيف ليستولي على السيف وعلى الحصان. تشجع المغنيات الفارس على النجاة بالعزف بقوة على الطبول والدفوف أثناء غنائهن.

العرضة البحرية: من أهم أغاني البحارة الكويتيين، وتتميز أغانيهم بألحانها المميزة الجميلة. وتؤدى حين تقترب السفينة من شاطئ آمن بعد أسابيع من إبحارها في عرض البحر، يحمل البحارة الطبول والدفوف ليحتفلوا بسلامة الوصول.

العرضة البرية: أغنية ورقصة حرب وسلام. يدور فيها الرجال في حلقة وهم يحملون السيوف بينما تقوم فرقة متخصصة بالغناء والعزف على الطبول.

النهمة: أغنية تؤدى على ظهر السفينة، يؤديها مغن واحد يطلق عليه "نهام". هناك عدة أنواع من النهمة لمصاحبة كل نشاط يقوم به البحارة.

الصوت: يُؤدى بالعزف على العود وطبل صغير يطلق عليه "مرواس". يقوم رجلان بالرقصة المصاحبة ويطلق عليها "زفان". ويُؤدى الصوت في التجمعات والأمسيات المخصصة للرجال فقط وتسمى سمرة.

المآلد أو الموالد: يُؤدى في المناسبات الدينية كمولد النبي الشريف (صلي الله عليه وسلم) وليلة الإسراء والمعراج. يقدم المولد سيدة أو رجل متدين متخصص. ينشد نصوصًا من السيرة النبوية الشريفة والمدائح ويرد عليه الحاضرون منشدين "حي الله" في نهاية كل بيت. ينحنون إلى الأمام مع كلمة "حي" ويعتدلون مع ترديد الله. تؤدى هذه الأناشيد دون أدوات موسيقية وتكون عادة باللغة العربية الفصحى.

وسائل الترفيه والتسلية

قديمًا استخدم أطفال دولة الكويت المواد البسيطة من المهملات التي يعثرون عليها في الطرقات وعلى الشواطئ لصنع ألعابهم الخاصة. ونظرًا لقصر ساعات الدراسة، كانوا يجدون الوقت الكافي لابتكار ألعابهم. وأمدتهم مراقبة آبائهم أو أمهاتهم أثناء العمل بكثير من الخبرات التي مكنتهم من إجادة مصنوعاتهم، على سبيل المثال:

الدويرة: هي نماذج مصغرة للبيوت الكويتية مصنوعة من مواد مماثلة وبالطريقة التقليدية يحفظون بها الطيور الصغيرة أو حاجياتهم.

صناعة القوارب: نتيجة لتأثرهم بمهن آبائهم المتعلقة بالبحر، لعب الصغار بقوارب صغيرة تسمى "العدال"، تُصنع من صفائح الكيروسين الفارغة وتطفو فوق سطح الماء. تُقام مباريات سباق لهذه القوارب.

أما الأطفال الأكبر سنًا فيصنعون قوارب أكبر تسمى "تنك" تكفي لحمل شخصين ويمكنهم التجديف والإبحار بها لمسافات داخل البحر.

العربانة: هي عربة مكونة من صندوق خشبي يرتكز على عجلات.

الأدوات الموسيقية:صنع الصغار أدواتهم الموسيقية مثل "الدنبك"، وهو طبل صغير يصنع بشد قطعة من جلد الخراف فوق فوهة جرة ماء فخارية. كذلك، صنعوا الأدوات الوترية، مثل العود والربابة بشد أوتار على صفائح الكيروسين الفارغة، كما صنعوا "الماصول" وهو ناي بدائي من الخيزران.

القنص وتربية الطيور:كانوا يدربون الطيور الصغيرة كما تدرب الصقور على الصيد، فيربطون في سيقانها خيوطًا ويثبتون طرفها الآخر في أصابعهم ثم يطلقونها ويركضون خلفها، كما كانوا يربون الحمام للبيع أو الأكل أو السباق.

اللعب على الشاطئ:قضى الأولاد أوقاتهم في فصل الصيف على شاطئ البحر للسباحة أو اللعب برمي الحصى فوق سطح البحر، وعد المرات التي تقفز فيها حصاة كل منهم مرددين بعض عبارات التسلية.

الشروكة:لعبت البنات "الشروكة"، وهن متأثرات بالأمهات، وفيها تساهم كل واحدة بنوع من الحبوب أو الخضار كالأرز والعدس والطماطم ثم يشتركن في طبخ كل تلك المواد لعمل وليمة زفاف لعرائسهن.

الكردية:دُمى تصنع من عصوين متقاطعتين على شكل صليب، أو من عظام الدجاج والخراف تثبت وتكسى بقطع من القماش، ويركب لها رأس من قواقع بحرية أسطوانية الشكل.

ألعاب أخرى:صنعت البنات ألعاب أخرى، من أهمها: الأراجيح من الخشب والحبال والمروحات الورقية وبعض أدوات الزينة عن طريق حرق قشور جوز الهند لينتج لون أسود لتلوين اليد والأظافر.

مع اتساع دائرة الاهتمامات اليومية تنوعت أساليب ومراكز الراحة والترفيه. وساعد تقسيم ساعات اليوم إلى عمل ودراسة تتبعها عطل أسبوعية وإجازات سنوية في رسم خط واضح يفصل بين وقت العمل ووقت الفراغ.

قديمًا كانت أنشطة الأطفال تقتصر على اللعب مع أبناء الجيران أو الذهاب إلى مدارس تعليم القرآن. لكن نتيجة لالتحاقهم بالمدارس النظامية في سن مبكرة، ابتداء من المراحل الابتدائية حتى الجامعة والمعاهد والكليات المهنية والتي يتم التدريس فيها في أثناء النهار فقط، تنوعت أنشطة الأطفال.

قبل اكتشاف النفط في دولة الكويت كان الأطفال يستخدمون المواد البسيطة التي يعثرون عليها في البيت أو في الشوارع لصنع ألعابهم الخاصة. أما الآن، فمع انتشار وسائل الترفيه داخل البيت، مثل التلفزيون والألعاب الإلكترونية والكمبيوتر ووجود هذا الكم الهائل من الألعاب الجاهزة في الأسواق بالإضافة إلى قصَر وقت الفراغ، لا يجد الأطفال الوقت الكافي للابتكار وصناعة ألعابهم الخاصة.

من ناحية أخرى، زاد الاهتمام بالأنشطة خارج المنزل. أصبحت كثير من الأسر والأصدقاء تختار الالتقاء في مقاهي ومطاعم الفنادق الضخمة، التي شكلت بدورها مراكز اجتماعية وثقافية حيث تنظم المعارض الفنية للوحات والمجوهرات والأطعمة.

وضمت البرامج الثقافية لمدينة الكويت العروض التي تقام في المتاحف والتي تقدمها المسارح والفرق الموسيقى الشعبية وسلسلة المحاضرات والأفلام التي تعرضها دور السينما لينافسوا برامج التلفزيون والفيديو لجذب اهتمام الجماهير.

بالنسبة للرياضة في الكويت، على الرغم من اختلاف طبيعة بعض الأنشطة الرياضية التقليدية كالصيد بالصقور عن الرياضات الحديثة، فقد استمرت. وكذلك، انتشرت الألعاب الحديثة مثل كرة القدم والتزحلق على الماء والتزحلق على الجليد في الصالات المخصصة التي وفرت مكانًا منعشًا لروادها وخاصة في فصل الصيف.

من خلال شركة المشروعات السياحية، لعبت حكومة دولة الكويت دورًا جادًا في تطور وسائل ومراكز الترفيه. تدير شركة المشروعات السياحية مجمع أبراج دولة الكويت وعددًا من النوادي البحرية الممتدة على طول الساحل إلى جانب منتزه فيلكا السياحي.

وأمام هذه الخيارات المتنوعة لقضاء أوقات الفراغ، يلجأ كثير من الكويتيين إلى الشاليهات البحرية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. أما العطل الأخرى فيشترك فيها القديم مع الجديد؛ حيث يقضي بعض الكويتيين عطلة الربيع في رحلات خلوية إلى الصحراء ويقضي كثير من الكويتيين عطلة الصيف خارج البلاد.​